نعتقد أنه لم يكن السجن عقوبة على كلمة، وإنما هو بلاء ورفعة درجة، ثم كيف يتفق هذا الحديث الضعيف، وما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في (الصحيحين)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي)) وفى لفظ للأمام أحمد: ((لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر)).
اختلف العلماء في المائدة أنزلت أم لا؟ وجمهور العلماء سلفًا وخلفًا على نزولها، وهذا هو ظاهر القرآن؛ فقد وعد الله -سبحانه- ووعده محقق لا محالة في قوله:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ}.
وذهب الحسن ومجاهد إلى أنها لم تنزل؛ وذلك لأن الله -سبحانه- لما توعدهم على كفرهم بعد نزولها بالعذاب البالغ غاية الحد؛ خافوا أن يكفر بعضهم فاستعفوا وقالوا: لا نرُيدها فلم تنزل، ولا ندري ما الحامل لهم على هذا، وقد أحيطت المائدة كما قال شيخنا الدكتور محمد أبو شهبة: أحيطت المائدة بأخبار