هذه الآيات في تفسيرها في معظم كتب التفسير، روى المفسرون رو ايات كثيرة على رأسهم ابن جرير الطبري في تفسيره للآيات في (جامع البيان)، وكذا البغوي في (معالم التنزيل)، وصاحب (الدر المنثور) الإمام السيوطي، روايات كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين وكعب الأحبار، ومعظمها يركز على أن الذبيح هو إسحاق، سبحان الله العظيم، المعروف أن الذبيح هو سيدنا إسماعيل وليس إسحاق، ومع ذلك أورد المفسرون روايات كثيرة في هذا الشأن، سنقف عليها إن شاء الله.
والأمر لم يقف ولم يقتصر عند المذكور عن الصحابة والتابعين، بل بعضهم رفع ذلك زورًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - فقد روى ابن جرير، عن أبي كريب عن زيد بن حباب عن الحسن بن دينار، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب، عن النبي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"الذبيح إسحاق"، وهذا حديث ضعيف ساقط، لا يصح الاحتجاج به، فالحسن بن دينار مطرود، وشيخه علي بن زيد بن جدعان منكر الأحاديث، فهذا يبين درجة هذا الحديث.
وأخرج الديلمي في (مسند الفردوس) بسنده، عن أبي سعيد خضري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن داود سأل ربه مسألة، فقال: اجعلني مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فأوحى الله إليه؛ إني ابتليت إبراهيم بالنار فصبر، وابتليت اسحاق بالذبح فصبر، وابتليت يعقوب فصبر"، هذا طبعًا كلام لا يصح.