للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالقار، ولم يكن في الأرض قار؛ ففجر الله له عين القار حيث تنحت السفينة تغلي غليانًا حتى طلاها؛ فلما فرغ منها جعل لها ثلاثة أبواب، وأطبقها وحمل فيها السباع والدواب؛ فألقى الله على الأسد الحمى وشغله بنفسه عن الدواب، وجعل الوحش والطير في الباب الثاني، ثم أطبق عليهما.

وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن الحسن، قال: كان طول سفينة نوح -عليه السلام- ألف ذراع، ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع.

وإليك ما ذكره بعد ذلك من العجب العجاب، قال: وأخرج ابن جرير عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: قال الحواريون لعيسى بن مريم -عليه م االسلام-: لو بعثت لنا رجلًا شهد السفينة، فحدثنا عنها، فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب، فأخذ كفًّا من ذلك التراب؛ قال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا كعب حام بن نوح؛ فضرب الكثيب بعصاه قال: قم بإذن الله؛ فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه، قد شاب، قال له عيسى -عليه السلام: هكذا هلكت؟ قال: لا، مت وأنا شاب؛ ولكنني ظننت أنها الساعة قامت، فمن ثَمّ شبتُ، قال: حَدّثنا عن سفينة نوح، قال: طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ستمائة ذراع، كانت ثلاث طبقات؛ فطبقة فيها الدواب والوحش، وطبقة فيها الإنس، وطبقة فيها الطير؛ فلما كثر أرواث الدواب أوحى الله إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل فغمزه؛ فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث، فلما وقع الفأر يخرب السفينة بقرضه أوحى الله إلى نوح أن اضرب بين عيني الأسد؛ فخرج من فمه سنور وسنورة؛ فأقبلا على الفأر فأكلاه -السنور: القط- وفي رواية أخرى: أن الأسد عطس فخرج من منخره سنوران -قطان ذكر وأنثى- فأكلا الفأر، وأن الفيل عطس فخرج من منخره خنزيران ذكر وأنثى؛ فأكلا أذى السفينة.

<<  <   >  >>