للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو في بيان فضلها في أوائل السور، والنسفي والبيضاوي وأ بو السعود كل هؤلاء ذكروها في كتبهم.

ولكن من أبرز سنده وذكره كالثعلبي والواحدي فهو أبسط لعذره لعل عذره يقبل؛ إذ أحال ناظره على الكشف عن السند، والبحث عن الرواة، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه، أما من لم يبرز السند، وأورد الحديثَ بصيغةِ الجزم فخطؤه كبير، بل وخطؤه أفحش وعذره أبعد، كالمتأخرين والزمخشري جاء من بعدهِم، والنسفي، والبيضاوي، وأب والسعود.

قال الإمام ابن الجوزي: وقد فرَّقَ هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منه ما خصَّها من القول، وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك، قال: ولا أعجب منهُمَا؛ لأنهما ليسا من أصحابِ الحديث، وإنما عجبتُ من أبي بكر بن أبي داود في كتابه الذي صنفه بعنوان (فضائل القرآن)، وذكر الحديث، وهو يعلم أنه حديثٌ محالٌ مصنوعٌ بلا شك.

يقول شيخنا الدكتور أبو شهبة: رجعت إلى (تفسير الثعلبي) ووجدته يبرز السند كاملًا تارةً، وتارةً يقول: عن أُبَي بن كعب، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر لنا أمثلة من سورة " هود "، قال: قال النبي: "من قرأ سورة هود أعطي من الأجر عشر حسنات، بعدد من صدق نوحًا، وهودًا، وصالحًا، ولوطًا، وموسى" وفي صدر سورة " يوسف "، قال: وعن أُبَي بن كعب، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اقرءوا سورة يوسف؛ فإنه ما من مسلم تلاها وعلَّم أهله إلا هَوَّنَ الله عليه سكرات الموت، وأعطاه القوة ألا يحسد أحدًا" والواحدي يذكر الفضائل في أول السور؛ ليكون أدعى إلى عناية القارئ وتنشيطه.

<<  <   >  >>