للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشاهد في الحديث: هو أن الصحابة كانوا معذورين في فهمهم حين حملوا الظلم على إطلاقه وعمومه وهو كل المعاصي لأنه هو المعنى الظاهر المألوف في لسان العرب. فكان تأويلا سائغا وإن كان خاطئا في حقيقة الأمر. ولذلك لم ينكر -صلى الله عليه وسلم- عليهم فهمهم ذلك.

قال ابن حجر: «ووجه دخوله في الترجمة من جهة أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يؤاخذ الصحابة بحملهم الظلم في الآية على عمومه حتى يتناول كل معصية، بل عذرهم لأنه ظاهر في التأويل، ثم بين لهم المراد بما رفع الأشكال» (١).

٣. وحديث عتبان بن مالي يقول: " غدا علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجل: أين مالك بن الدخشن؟ فقال رجلٌ منا: ذلك منافقٌ لا يحب الله ورسوله. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ألا تقولوه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» قال: بلى. قال: " فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلا حرم الله عليه النار».

والشاهد في الحديث: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يؤاخذ القائلين في حق مالك بن الدخشن بما قالوا حيث وصفوه بالنفاق بل بين أن إجراء أحكام الإسلام على الظاهر دون ما في الباطن (٢).

٤. الحديث الذي طلب فيه عمر بن الخطاب من رسول -صلى الله عليه وسلم- أن


(١) فتح الباري ١٢/ ٣١٨.
(٢) المصدر السابق.

<<  <   >  >>