للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك، فقال الله له ما حملك على ما فعلت، قال: خشيتك، فغفر اله) (١) فهذا الرجل شك في قدرة الله، وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك، وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه، فغفر له بذلك، والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أولى بالمغفرة من مثل هذا) (٢)، وقال أيضا: (إن القول قد يكون كفرا كمقالات الجهمية الذين قالوا: إن الله لا يتكلم ولا يرى في الآخرة، ولكن قد يخفى على بعض الناس أنه كفر فيطلق القول بتكفير القائل، كما قال السلف: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، ومن قال: إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر، ولا يكفر الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة كما تقدم، كمن جحد وجوب الصلاة، والزكاة، واستحل الخمر والزنا وتأول، فإن ظهور تلك الأحكام بين المسلمين أعظم من ظهور هذه، فإن كان المتأول المخطئ في تلك لا يحكم بكفره إلا بعد البيان له واستتابته كما فعل الصحابة في الطائفة الذين استحلوا الخمر) (٣)، ففي غير ذلك


(١) مضى تخريجه.
(٢) مجموع الفتاوى ٣/ ٢٣١.
(٣) كقدامة ابن مظعون وأصحابه رضي الله عنهم، أخرجه النسائي في الكبرى (٣/ ٢٥٣)، والبيهقي في الكبرى (٨/ ٣١٥)، وعبد الرزاق في مصنفه (٩/ ٢٤٠) وأبو نعيم الأصبهاني في تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة (١/ ١٢٧)، و ابن شبة النميري في تاريخ المدينة النبوية (٢/ ٦٥)،

<<  <   >  >>