للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول الإمام مالك: «فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا» (١)، ويقول شيخ الإسلام: «والترك الراتب سنة، كما أن الفعل الراتب سنّة» (٢)

وتعال لنقف على حال السلف الصالح في اتباعهم، وسرعة اقتدائهم بحبيبهم -صلى الله عليه وسلم- ..

أخرج البخاري (٣) عن البراء - رضي الله عنه - قال: «لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة صلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يحبّ أن يُوَجّه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} فتوجه نحو الكعبة، وصلّى معه رجل العصر ثم خرج فمرّ على قوم من الأنصار فقال: «هو يشهد أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه قد وجه إلى الكعبة»، فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر ..

فما أسرع تأسيهم فلم يترددوا في التمسك بما جاء به، بل لم ينتظروا رفع رؤوسهم من الركوع، وبادروا بالتوجه إلى حيث توجه


(١) الاعتصام للشاطبي (١/ ١٤٩).
(٢) الفتاوى (٢٦/ ١٧٢).
(٣) (٤/ ١٦٣٤) ٤٢٢٢.

<<  <   >  >>