للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومحبة الله ورسوله على درجتين:

محبة واجبة، وهي درجة المقتصدين وتقتضي أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، بحيث لا يبغض شيئا يبغضه وإنما يحب جميع ما أوجبه الله ورسوله، ويبغض ما حرمه الله ورسوله، يقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}

وأما المستحبة وهي درجة السابقين وتكون بمحبة ما أحبه الله من النوافل والفضائل محبة تامة، وهذا حال المقربين الذين قربهم الله إليه، جعلني الله وإياك منهم (١) ..

وانقسم الناس في محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أقسام ثلاثة: - أهل إفراط، وأهل تفريط، ووسط بينهما وكذلك جعل الله أمة محمد أمة وسطا ..

أما الأوائل منهم فهم الذين ابتدعوا أمورا لم يشرعها الله ورسوله، ظنا منهم أن فعل هذه الأمور هو علامة المحبة وبرهانها، ونسوا قوله تعالى: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} فاحتفلوا بمولده ولو كان


(١) قاعدة في المحبّة لشيخ الإسلام (٩١).

<<  <   >  >>