للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالفرق بين مقام المخاطبة والإخبار فرق ثابت بالشرع والعقل (١) ..

واقرأ سورة الحجرات ترى وجوب مراعاة الآداب النبوية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

فأول أدب: تحريم التقدّم بين يديه بكلام حتّى يأذن، ولهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل الصحابة عن اليوم الّذي هم فيه، والمكان الّذي هم فيه، وهم يعلمونه حقّ العلم، فيتحرجون أن يجيبوا إلا بقولهم: الله ورسوله أعلم، خشية أن يكون في قولهم تقدّم بين يدي الله ورسوله، وحديث خطبة النحر في حجّة الوداع أكبر شاهد على هذا ..

الثاني: حرّم رفع الصوت فوق صوت النبيّ، وأن يجهر له بالقول


(١) درء تعارض العقل والنقل (١/ ٢٩٧) باختصار.

<<  <   >  >>