للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما يجهر الرجل المخاطبة من عداه، وهذا في حياته وبعد مماته -صلى الله عليه وسلم-» (١) وسمع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. صوت رجلين في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ارتفعت أصواتهما فجاء فقال: أتدريان أين أنتما؟ ثم قال: من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، فقال: لوكنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربًا (٢) ..

قال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره كما كان يكره في حياته عليه الصلاة والسلام؛ لأنه محترم حيًّا وميّتًا

وحذرهم إن هم فعلوا ذلك {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} ..

وكان عبد الرحمن ابن مهدي إذا قرأ حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرهم بالسكوت وقال: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، ويتأوّل أنه يجب له من الإنصات عند قراءة حديثه ما يجب له عند سماع قوله (٣) ..

فاحذر أن ترفع صوتك عند نقل حديثه، أوفي مسجده، أو تذكره كذكر آحاد الناس، وقد جاءت سورة الحجرات بأسلوبها المعجز لتفخيم شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإظهار رفعة قدره المنيف وسموّ منزلته -صلى الله عليه وسلم-


(١) ينظر: تفسير ابن كثير (٤/ ٢٠٨).
(٢) البخاري (١/ ١٧٩) ٤٥٨.
(٣) الشفا (٢/ ٢٨).

<<  <   >  >>