فوق كلّ منزلة أحد من الخلق ليستشعر المؤمن بقلبه وروحه وكافة إحساساته ومشاعره ما أوجبه الله تعالى من توقيره -صلى الله عليه وسلم- وتوقيرًا يجلّي رفيع قدره، وعظيم مقامه …
ومن عظيم شأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن حذّر الله من إيذائه أشدّ التحذير فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (٥٧) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} ..
فانظر كيف قرن الله أذى رسوله بأذاه فمن آذاه فقد آذى الله، ومن آذى الله كفر، وتأمّل تفريقه سبحانه بين أذى الله ورسوله وأذى المؤمنين فجعل على هذا البهتان والإثم المبين، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة والعذاب المهين ومعلوم أنّ أذى المؤمنين من كبائر الإثم وليس فوق ذلك إلا الكفر، ثمّ إن سبّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- تتعلق به حقوق عدّة:
١/ حق الله سبحانه، لأن الطعن في الرسول طعن في المرسل، ولأن مبارزة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مبارزة لأفضل أولياء الله ..
٢/ حق المؤمنين من هذه الأمة، لأنّ جميع أمور المؤمنين في دينهم