ودنياهم وآخرهم قامت بواسطته وسفارته، فالسبت له أعظم عندهم من سب أنفسهم وآبائهم وأبنائهم …
٣/ حقّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حيث خصوص نفسه، فإن الإنسان تؤذيه الوقيعة في عرضه أكثر ممّا يؤذيه أخذ ماله (١) ..
إلى كلّ من لم يوقره -صلى الله عليه وسلم- حقّ توقيره، أو آذاه بردّ سنته، أو الوقوع في عرضه وشرعته، ويل أمّه كيف تعلّقت ثلاثة حقوق في رقبته؟؟!!!!
وقد فطن السلف الصالح لهذا الأمر، فالتزموه قولا وعملا في حياته وبعد مماته، وما أبلغ ما قاله عروة ابن مسعود - رضي الله عنه. في وصف أصحابه حين وجهته قريش إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية، فلمّا رجع إلى قريش قال: «أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت مليكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظّم أصحاب محمّد محمّدا، والله إن انتخم نخامة إلا وقعت في كفّ رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه، وإذا