للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بقي رسالة لابد - حفظك الله - أن تصلك، وهي أن الله ناصر نبيه لا محالة، لأن قوله تعالى صدق يقول: (إلا تنصروه فقد نصره الله) ويقول (إنا كفيناك المستهزئين) فما كاد رسول الله أحد إلا عوقب شر عقاب، والسير طافحة بخير كفاية الله لرسوله؛ لكن اختبار من الله ليعلم من ينصره ورسله بالغيب، والواقع يبرهن لك انقسام الناس حيال هذا الاختبار إل صادق في حبه أو خلاف ذلك ..

وإليك نماذج أذكرها لك لتطيب نفسك، ويطمئن خاطرك بقرب نصر الله لنبيه وإجزال الثواب لك في صدق نيتك وعظيم غيرتك، أخرج البخاري (١) من حديث أنس قال: كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- فعاد نصرانيًّا. عند مسلم. «فانطلق هاربًا حتى لحق بأهل الكتاب، فرفعوه» فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له،. وعند مسلم. «قالوا: كان هذا يكتب لمحمد فأعجبوا به»، فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا من فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا من فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه» ..

يقول شيخ الإسلام: «فهذا الملعون الّذي افترى على النّبيّ أنه


(١) (٣/ ١٣٢٥) ٣٤٢١.

<<  <   >  >>