للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ما كان يدري إلا ما كُتب له قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من قبره بعد أن دفن مرارا وهذا أمر خارج عن العادة، يدلُ على أنّ هذا عقوبة لما قاله وأنه كان كاذبا، إذ عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا وأن هذا الجرم أعظم من الإرتداد، إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا وأن الله منتقم لرسوله من طعن فيه وسبه، ولكذب الكاذب إذا لم يمكن للناس أن يقيموا عليه الحد» (١) وذكر القاضي عياض (٢) قصة عجيبة لساخر بالنبيّ، وذلك أن فقهاء القيروان وأصحاب سحنون أفتوا بقتل ابراهيم الفزاري، وكان شاعرًا متفنّنًا في كثير من العلوم وكان يستهزأ بالله وأنبيائه ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فأمر القاضي يحيى بن عمر بقتله وصلبه، فطُعن بالسكين وطلب منكّسًا ثم أنزل، وحكا بعض المؤرخين أنه لما رفعت خشبته وزالت عنها الأيادي، استدارت وحولته عن القبلة، فكان آية للجميع، وكبر الناس، وجاء كلب فولغ في دمه» … بل إن الله لينصر أوليائه على أعدائه إذا نال الأعادي من حبيبنا، يقول شيخ الإسلام في «الصارم المسلول» (٣) بعد أن ذكر تجارب بخصوص ما لحق من سب رسول الله: «ونظير هذا ما


(١) الصارم المسلول (٢٣٣).
(٢) الشفا (٢/ ٢١٨).
(٣) (٢/ ٢٣٣).

<<  <   >  >>