حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مترات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشّامية لما حصر فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنّا نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا، حتى نكاد نياس منه حتى إذا تعرض أهله لسبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والوقيعة في عرضه تعلنا فتحه وتيسّر، ولم يكد يتأخر إلا يومًا أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتّى إنّا كنّا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيهم مع امتلاء القلوب غيظًا بما قالوه فيه» ..
وبعدما تقدّم أذكّرك وجوب النصرة لنبيّه وإلا تنصره فإن الله ناصره، ونصرتك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إما دفع أو رفع، والأولى منهما تكون بتعليم الناس سنته وتعريفهم به، ودعوهم إلى الإيمان برسالته، والثاني منهما يكون بالدفاع عن شخصه الكريم -صلى الله عليه وسلم- وعن أقواله بتمييز صحيحها من سقيمها ورد شبهات المبطلين حولها، كما يفعله بعض جهلة المسلمين من الإستهزاء بما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه من مسلمات كالحجاب واللحية ورفع الإزار فوق الكعبين، والأمر بموالاة من ولي الله ورسوله، ومعاداة من عادي الله ورسوله ..