للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا أولى من شذوذ يؤدي إلى قول من قال: أبدلت الواو من الياء في فَعْلَى اسماً مقاصة منها١ "إذ"٢ كانت هي المغلبة عليها في معظم الكلام.

وحسب هذا القول ضعفاً أنَّه يوجب أن يكون ما فُعِل من الإعلال المطرد الذي اقتضته الحكمة ظلماً وتعدّياً؛ إذ المقاصَّةُ لا تكون في غير تعد ٍ.

وقولهم: فُعِل هذا الإعلال فرقاً بين الاسم والصفة كما فرق بينهما في جمع فَعْلَة ليس بجيد أيضاً؛ لأنَّ الالتباس هناك واقع، كجَلَدَاتٍ، ونَدَبَاتٍ، وعَدَلاَت، وَحَشَرَات، فبتسكين عيناتها يعلم أنَّهن جمع"جَلْدة"- بمعنى شديدة -٣، و"ندبة"- بمعنى نشيطة -٤، و"عَدْلَة"- بمعنى ذات عدالة -٥، و "حَشْرَة" - بمعنى رقيقة - وبفتحها يُعْلَمُ أنَّهُنَّ جمع مرة من جَلَد ونَدَب، وَحَشَر٦ فظهرت فائدة الفرق هناك.

وأمَّا "الثنوى"٧وأخواتها فألفاظ قليلة يكتفى في بيان أمرها بأدنى قرينة لو خيف التباس، فكيف والالتباس مأمون، إذ لا توجد صفات توافق "ثَنْوَى"وأخواتها لفظاً.


١ مِمَّن قال بذلك ابن جني في سر الصناعة ص ٨٨، ٥٩١
٢ في أ: "إذا".
٣ ينظر القاموس "جلد".
٤ ينظر الصحاح "ندب".
٥ ينظر القاموس "عدل".
٦ ينظر الصحاح "حشر".
٧ تقدَّمت في ص ١٧٠

<<  <   >  >>