للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولَمَّا كان من مواقع ذي الياء الأمر نحو قولك: لِيَعُدْ فلانٌ فلاناً حُمِلَ عليه الموضوع للأمر لتوافقهما معنىٍ ووزناً نحو قولك: عِدْ فُلاناً١، ولولا الحمل على المضارع لقيل: " أيْعِدْ ".

ولما أعلَّ المضارع والأمر بالإعلال المذكور حمل عليهما المصدر المكسور الفاء الساكن العين فحذفت فاؤه وحركت العين بحركتها ولزم آخره هاء التأنيث عوضاً من " الفاء "٢ المحذوفة وذلك نحو: زِنَةٍ وعِدَةٍ، وكانا في الأصل: وِزْناً ووِعْداً٣، ثُمَّ فعل بهما ما ذكر؛ لأنَّ المصدر يصح لصحة فعله، ويعتل لاعتلاله. وربما فُعِلَ ذلك بالمفتوح الفاء نحو: سَعَةٍ وَدَعَةٍ٤، وقد ألحق الياء بالواو في هذا الإعلال من قال في "يَيْئِس ": "يَئِس٥ فلو توسطت الواو المذكورة بين الياء والكسرة في اسم مرتجل لم تحذف كِيَوْعِيد، وهو مثال يَقْطِين٦ من الوعد.


١ ينظر كتاب في التصريف لعبد القاهر ص ٥٠، وتنظر المراجع السابقة.
٢ في ب: " من الهاء " وهو تحريف.
٣ تنظر المراجع السابقة في الحاشية (١) ص ١٩١
٤ قال في الكافية الشافية (شرحها) ٤/٢٢٦٤:
وقل مع فتح ومع ضم ندر ك " سَعَة "و" صُلَة " فادر الصور
٥ ينظر شرح الشافية للرضي ١/١٣٢ فقد جاء فيه: "وإنَّما لم تحذف الياء في نحو: يَيْئِس، ويَيْسِر، إذ هو أخف من الواو، على أنَّ بعض العرب يجري الياء مجرى الواو في الحذف وهو قليل فيقول: يَسَر يَسِر، ويَئِس يَئِس بحذف الياء ".
٦ اليقطين: نبت قيل إنَّه هو الدباء. وينظر في هذه المسألة المساعد ٤/١٨٩.

<<  <   >  >>