للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحوه، على ما ذكر في باب الهمزة١، وإنَّما لم تدغم الهمزة؛ لأنَّ تضعيفها أثقل من تضعيف غيرها، ولذلك أهمل كون العين واللام همزة واستعمل ذلك في سائر الحروف، وأيضاً فللهمزة عن الإدغام مندوحة٢ - " أي سعة وجه " -٣ فيما اطرد من التخفيف الخاص بها كإبدالها ساكنة بمدة تجانس حركة ما قبلها، فيقال على هذا في " أكلا أحمد " ونحوه: " أكلا لأحمد " إن أوثر الإبدال، و " أكلأَ أَحمد " إن أوثر تحريك الساكنة بحركة المتحركة٤. وإن كان أول المثلين حرف مد متطرفاً لم يجز الإدغام أيضاً نحو: يُعْطِي يَاسِرٌ، ويَغْزُو وَاقِدٌ٥؛ لأنَّ المدَّ الذي في حرف المد قائم مقام حركة ولذلك جاز التقاء الساكنين إذا كان أولهما ممدوداً باطراد في نحو: دَابَّة وآالغلام قال؟.

وبغير اطراد في نحو " الْتَقَتْ حَلَقَتَا الْبِطَان "٦.

فكما امتنع إدغام المتحرك امتنع إدغام الممدود إلاَّ أنَّ المدّ ألزمُ للمدود من الحركة للمتحرك، فلذلك سُوِّيَ بينهما في التزام زوالهما توصلاً إلى: " إدغام "٧ المتصل؛ لأنَّه أهمُّ من إدغام المنفصل نحو:


١ تنظر ص ١١٦
٢ في أ: " مند " بحذف بقية حروف الكلمة.
٣ ما بين الأقواس " " لا يوجد في ب.
٤ تنظر المراجع السابقة في الحاشية (٦) ص ١٩٧
٥ ينظر التعريف في ضروري التصريف ص ٦٠، وشرح الكافية الشافية ٤/٢١٧٥، وشرح ابن إيَّاز ص ٢٠٥، وشرح الشافية ٣/٢٣٤
٦ قال في اللسان (بطن) ١٦/١٩١: " ومن أمثال العرب التي تضرب للأمر إذا اشتد: التقت حلقتا البطان ".
٧ في أ: " الإدغام ".

<<  <   >  >>