للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اتدغم بعد مَدَّة أو حركة نحو: {ولا تَّيَمَّمُوا} ١، و {تَكَادُ تَّمَيَّزُ} ٢.

ويمنع من الإدغام أيضاً كون المثلين المتحركين واوين في آخر كلمة كَقَوِى؛ لأنَّ الثانية قد نالها الإعلال٣.

وكذلك إن كانا ياءين غير لازم تحريك ثانيتهما نحو: " يحيى"٤ وربما نال الإدغام هذا النوع أنشد الفراء:

وكَأَنَّها بَيْن النِّسَاءِ سَبِيكةٌ ... تَمْشِي بِسُدَّة بَيْتِِهَا فَتُعِيُّ٥


١ من الآية ٢٦٧ من البقرة، وأصلها: " تتيمموا ".
٢ من الآية ٨ من سورة الملك، وأصلها: " تتميز ". قال سيبويه في الكتاب ٤/٤٤٠: وأمَّا قوله عزَّ وجلَّ: {فَلا تَتَنَاجَوْا} فإن شئت أسكنت الأول للمد، وإن شئت أخفيت وكان بزنته متحركاً، وزعموا أنَّ أهل مكة لا يُبَيِّنُون التاءين ". وتنظر الأصول لابن السراج ٣/٤١١، وينظر شرح الشافية للرضي ٣/٢٣٩ وما بعدها، والمساعد ٤/٢٥٣، والارتشاف ١/٣٣٩، والممتع ٢/٦٣٧.
٣ أصلها: " قَوِوَ " فتحركت الواو بعد كسرة وهي في الطرف فأبدلت ياءً، فلمَّا وقع القلب امتنع الإدغام. تنظر: الأصول ٣/٤١٢، والتعريف في ضروري التصريف ص ٦٠، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص ٢٠٦.
٤ هذا الفعل إذا سبقه ناصب يحرك بالفتحة، ويبقى آخره ساكناً في حالة الرفع. ومثله "محيى" فإنَّه ينصب بالفتحة ويبقى ساكناً في حالتي الرفع والجر.
٥ هذا بيت من بحر الكامل نُسِبَ في تاج العروس (عي) للحطيئة، ولم يرد في شرح ديوانه لابن السكيت الذي حققه د. مفيد محمد قميحة. وقد أورده الفراء في معاني القرآن ١/٤١٢، والأزهري في تهذيب اللغة ٣/٢٥٨، وابن جني في المنصف ٢/٢٠٦، والمحتسب ٢/٢٦٩، والمعري في رسالة الغفران ص ١٠٥، والطوسي في التبيان ٥/١٤٧، وابن عصفور في الممتع ٢/٥٨٥، ٥٨٧، والرواية في أكثرها " فكأنها " بالفاء. والسبيكة: القطعة من الذهب أو الفضة. وسُدَّة البيت فناؤه.
قال ابن جني في المنصف: " فأمَّا قول الشاعر:
وكأنَّها بين النساء.... ... الخ
فبيت شاذ، وقد طعن في قائله والقياس ينفيه ويسقطه ".
وقال الأزهري في تهذيب اللغة: " وقال أبو إسحاق: هذا غير جائز عند حذاق النحويين. وذكر أنَّ البيت الذي استشهد به الفراء ليس بمعروف. قلت: والقياس ما قال أبو إسحاق وكلام العرب عليه ".

<<  <   >  >>