للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقدَّم أنَّ " فَعَلاً " لا يدغم مع كونه مشابهاً للفِعْل، فإذا لحقه ما هو مختص بالاسم فهو أحق بامتناع الإدغام.

فإن كان ما هما فيه عند التجريد على فَعِلٍ أو فَعُلٍ فإدغامه مع لحاق هاء التأنيث مُتعين كما هو مع عدمها، وذلك نحو: صَبَّة أنثى صَبَّ١، فاستصحب الإدغام مع تاء التأنيث كما استصحب معها الإعلال على ما تقدَّم؛ ولأنَّ لحاقها مساوٍ للحاق التاء الفعل الماضي في نحو: " فَعَلْت "، فلم توجب مخالفة ما اتصلت به للفعل بل زادته شبهاً به، فإنْ كان ما هما على فَعِلاَن أو فَعُلاَن كبِنَاء مثل: " ظَرِبَان ٢، وسَبُعَان "٣ من الرد، وذلك: "رَدِدَانٌ" و "رَدُدَان" ففيه مذهبان: الفك، والإدغام٤، فمن فك فلأنَّ المثال قد خالف الفعل بزيادة تخص الأسماء ولا تكون في الأفعال، فوجب الفك معها في: رَدِدَان ورَدُدَان، ونحوهما. كما وجب معهما التصحيح في الجَوَلاَن والصوَرَى ونحوهما٥. ومن أدغم فلأنَّ العناية بالإدغام أشد من


١ أصله: " صَبِبٌ " على وزن " فَعِل ".
٢ الظَّربان: دابة مثل القرد شديدة النتن يقال إنَّها تجيء إلى حجر الضب فتنضو فيه فإن هو خرج وإلاَّ قتله فَسْوُها. والجمع ظِربى، وظَرَابى، وظرابيٌّ ". مختصر شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص ١٢٣. وتنظر الجمهرة ١/٢٦٣، والكتاب ٤/٢٥٩، والنكت في تفسير كتاب سيبويه ٢/١١٥١.
٣السبُعَان: اسم موضع. ينظر الكتاب ٤/٢٥٩، ومختصر شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص ١٠٦، والنكت ٢/١١٥١.
٤ ذهب الخليل وسيبويه إلى الإدغام، ورجَّح الأخفش الإظهار. ينظر الكتاب ٤/٤٢٧، والأصول ٣/٤٠٧، والمنصف ٢/٣١٠، والممتع ٢/٦٤٧، وشرح الشافية للرضي ٣/٢٤٣، والارتشاف ١/٣٤١، والأشموني ٤/٣٤٧.
٥ تنظر ص ١٧٢١٧٣.

<<  <   >  >>