للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والواقع على وفقه قال تعالى: {وإذ أنتم بالعُدوة الدُّنْيا} ١. وقال تعالى: {وكلمة الله هي العليا} ٢.

وهاتان صفتان محضتان والنحويون يقولون هذا الإعلال مخصوص بالاسم ثم لا يمثلون إلا بصفة محضة أو بالدُّنيا والاسمية فيها عارضة، ويزعمون أن حُزوى تصحيحه شاذ كتصحيح "حَيْوة" وهذا قول لا دليل على صحته فلا مبالاة باجتنابه) ٣.

وقال أيضاً: والحقوا بالأربعة المذكورة: الشَّرْوَى، والطَّغْوَى والْعَوَّى والرَّعْوَى" زاعمين أن أصلهما من الياء والأولى عندي جعل هذه الأواخر من الواو سداً لباب التكثر من الشذوذ حيث أمكن سده وذلك أن الشروى معناه المثل ولا دليل على أن واوه منقلبة عن ياء إلا إدعاء من قال إنه من شريت وذلك ممنوع إذ هي دعوى مجردة عن الدليل) ٤.

ثالثاً: التعويل على أصول التصريف من إجماع وقياس وسماع وعلة٥ فما أجمع عليه العرب أو العلماء يجب التمسك به، وما توفرت فيه أسباب القياس يعطي حكم نظيره، وكلام العرب الموثوق بهم يعتمد عليه ويستشهد به شعراً كان أو نثراً أو أمثالاً عربية أو أقوالاً ثابتة عنهم٦ والتعليل للمسائل متفشٍ في الكتاب وفيما يلي أمثلة مقتضبة لبعض هذه


١ الآية:٤٢ من الأنفال.
٢ من الآية ٤٠ من سورة التوبة.
٣ التحقيق ص ١٥٥
٤ التحقيق ص١٥٧.
٥ ينظر الاقتراح في علم أصول النحو ص٢٥،٤٨،٨٨،٩٤،١١٢.
٦ سيأتي الحديث عن شواهد الكتاب في مبحث مستقل.

<<  <   >  >>