يعد من دعائم الرسالة الدعوية لدى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، اختياره للرجال الذين يقع عليهم العبء الأكبر في الدعوة إِلى الله ـ عزّ وجلّ ـ فقد كان، رحمه الله، يهتم بثلاث فئات:
الأولى: الأمراء، والرؤساء: وهم القوة المادية الضاربة على يد كل من تسوّل له نفسه أن يعترض الدعوة بسوء، وعندما قويت شوكة الدعوة، وأيدها الله بالإِمام محمد ابن سعود، تغيرت نظرة كثير من الأمراء والرؤساء، واقتنع بالدعوة منهم الكثير، وكان لهم أثر في نشر الدعوة، والجهاد في سبيلها تحت إِمرة الإِمام محمد بن سعود.
ومن الأمور التي ساعدت على ذلك أن الشيخ -رحمه الله- علّم الناس أن طاعة الأمراء في المعروف فرض عين، واعتبر مخالفتهم، والخروج عليهم من مسائل الجاهلية١ فنجحت دولة الدعوة في القيام بوظيفة الدعوة في مناخ مشحون بالالتزام والإِيمان.
الثانية: العلماء، والقضاة، والفقهاء: وهم القوة العلمية التي تعتمد عليها الدعوة في نشر المبادئ الدعوية، وكشف الشبهات، وردّ التّهم الملقاة على الدعوة والداعية، وشرح كتب الشيخ للعوام وأشباه العوام، في المدن والقرى.