لا شك أن المنهاج التربوي السائد لدى أي أمة، يجب أن يراعي ثلاثة أمور، يتعلق كل أمر منها بقسم من أقسام الزمان: الماضي، والحاضر، والمستقبل، وهذه الأمور الثلاثة تكمن وفق هذا الترتيب فيما يلي:
أولاً: الإِرث الثقافي والحضاري، وهذا يتعلق بالماضي، من حيث البحث في سلبياته وإِيجابياته، سواء فهمت على وجهها الموضوعي، وقومت تقويما صحيحا، واستخلصت منها العظة والعبرة، أم فهمت على غير وجهها، وسواء أكان المنهاج الموضوع ضد هذا الإِرث، أم معه.
ثانيا: الواقع المعيش الذي يعانيه أصحاب هذا المنهاج، وما يحيط بهم من تأثيرات جغرافية، أو اجتماعية، أو سياسية، أو ثقافية، إِضافة إِلى التحديات التي تواجههم مرحليا، أو استراتيجيا.
ثالثا: المستقبل المنشود لهذه الأمة وما ينبغي أن يُبدأ به، أو يركّز عليه، حسب الأولويات التي يمليها المنهاج، بغية تحقيق هذا المستقبل الذي ينبغي أن تتضافر الجهود، لكي يكون أفضل من الواقع الموجود في الحاضر، والذي سرعان ما تطوى صفحته، ويسبقه الزمان.