أما الوسائل التربوية لتحقيق ثوابت المنهاج في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فقد كانت متنوعة حسب الظروف التي تواجهها الدعوة، لكنها في مجموعها تتوزع بين تأليف الكتب، والرسائل الشخصية، وحلقات العلم، والمناظرات، والوسائل المالية، والجهاد بالسيف.
فأما الكتب والرسائل، فإِن غالبها يتميز بصغر حجمها، واختصارها واقتصارها على النصوص، ويتميز أسلوبها بالسهولة، والوضوح التام، وبعده عن الألفاظ الغريبة، والمصطلحات الفلسفية والكلامية، ويغلب عليها الدعوة إِلى التوحيد، وترسيخ العقيدة الإِسلامية الصحيحة، وبيان الحق بأدلته، والتذكير والوعظ، والإِكثار من إِيراد الآيات والأحاديث، وبيان المسائل التي تتناولها هذه الآيات والأحاديث.
وحول الأسباب الكامنة وراء تميّز كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالاختصار يقول أحد الباحثين: زعيم تحفّ به المسائل، والمشاكل من كل جهة، لا يجد متسعا من الوقت لتأليف الكتب المستفيضة؛ لذلك كانت رسائله أكثر من كتبه، وأحاديثه أكثر من رسائله١.
١ منير العجلاني، تاريخ البلاد العربية السعودية، ص٣٢٩.