إن رجلا أراد الله ـ عزّ وجلّ ـ له أن يكون سببا لإحياء ما اندرس من تعاليم الإسلام في وقت كان الناس أحوج ما يكونون فيه إلى مصلح ومرشد أمين، إن رجلا كهذا قد أودع الله فيه من جميل الصفات، وحسن الفهم ما به تتألف حوله القلوب، بحيث يجد الناس في شخصه القدوة الطيبة، والنموذج الأمثل لكل من يتصدى لدعوة الناس إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ.
لقد رزق الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب فهماً للدين، وفقهاً في الدعوة إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ.
ونستعرض من خلال اطلاعنا على رسائل الشيخ وما تركه من آثار علمية، بعض الجوانب المهمة فيما يتعلق بالدعوة إلى الله، وفقه الدعاة، مشيرين إلى أنه من الأهمية بمكان أن يقف كل داع إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ عند هذه الجوانب في فقه الشيخ الوقفة المتأنية الجدير بها:
١- فضل الدعوة إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ:
لقد كان الداعون إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ دائماً في أفضل مكانة، وأشرف مهنة، وهذا ما أبرزه الشيخ محمد، وأكد عليه قولاً وعملاً، ونحن نرى مصداق ذلك فيما قاله الشيخ في رسالته لأحد علماء المدينة، حيث يقول له: