التوحيد الخالص، هو جوهر عقيدة الإِسلام، ومحور عباداته، وركيزة تعاليمه، والطابع المميز له، بعبودية الإِنسان لله وحده، ومن ثم كانت الغاية الكبرى في الإِسلام أن يعبد الإِنسان ربه وفق ما شرعه الله ورسوله، وعلى الدعاة والمصلحين بذل جهدهم في تحرير أمر العقيدة، وتحديد الصورة الصحيحة التي يجب أن يستقر عليها الضمير البشري في حقيقة الألوهية، وعلاقتها بالخلق، فتستقر عليها نظمهم، وأوضاعهم، وأخلاقهم، وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وما كان يمكن أن تستقر هذه الأمور كلها إِلا أن تستقر حقيقة الألوهية، وتتجلى خصائصها في النفس البشرية، ووجدانها، وعقلها.
ومن أجل ذلك، ومن خلال الوقوف على آثار الشيخ محمد بن عبد الوهاب، متمثلة في كتبه ومسائله ورسائله، يتضح أن الدعوة إِلى التوحيد (توحيد الله تعالى) ، والبراءة من ضروب الشرك، تحتل المساحة الأوسع، والاهتمام الأكبر، والمكانة الأولى لدى الشيخ، أسوة برسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الذي مكث في مكة ثلاث عشرة سنة، يغرس عقيدة التوحيد، ويقتلع جذور الشرك.
فالعقيدة لب الرسالات الإِلهية، وعليها تقوم الشريعة ولا شريعة بدون عقيدة صحيحة.