ويقع بعض الباحثين في خطأ استبعادهم أن يكون للشيخ محمد بن عبد الوهاب نوع من دراسة للفسلفة والمنطق، لمجرد أنه لا توجد في كتبه، ولا رسائله تلك التعمقات الفلسفية، والتشعبات المنطقية١.
ونحن نقول:
إِن الشيخ -كما هو معروف لدى الجميع- قد تربى على المدرسة السلفية، مدرسة ابن تيمية، وابن القيم، وأمثالهما، وهي مدرسة مشهورة بالاهتمام بمعالجة القضايا العقائدية، وغيرها بالأدلة النقلية والعقلية معاً.
ولعلّ من أعظم الأمثلة على ذلك كتاب شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله:(درء تعارض العقل والنقل) فهو كتاب ضخم مليء بهذا النوعِ من التزاوج بين الوحي والعقل، ولكن الشيخ كان يدرك جيداً أن هذه المعارك الكلامية قد عفا عليها الزمان، وليس وراءها كبير طائل، ولا سيما مع العوام، وأشباه العوام، الذين هم القاعدة العريضة للعالم الإِسلامي كله، وليس في نجدٍ وحدها.
إننا نرى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- قد غربل التراث الثقافي غربلة كافية، واستلهم الأصول الأولى لهذا الدين استلهاماً جيداً، حتى السيرة النبوية التي يعتبرها البعض ليست
١ لافي خليفة سالم العازمي: المنهج التربوي في دعوات الإصلاح في العصر الحديث -رسالة ماجستير- ص١٨ وما بعدها، إشراف د. حامد طاهر سنة ٩٤/١٩٩٥م.