ومن هذا المنطلق الذي لا يكاد يُختلَف عليه، ننظر إِلى المنهاج التربوي لدعوة الشيخ المجدد، شيخ الإِسلام محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله.
* فبالنسبة للعنصر الأول: لا يكاد يختلف أحد من المنصفين، على أن ماضي هذه الأمة الإِسلامية، وتراثها الثقافي والحضاري، قدّم أعظم مثل يمكن أن يستلهمها المسلمون اليوم، من خلال تجربة حضارية طويلة رائعة، تكفل للأمة النهوض من الهوة الحاضرة، التي مرت بمثلها، في فترات عديدة من التاريخ، وذلك حين تنفصل عن ثوابتها، ويصبح واقعها أشبه بحال الأمم المنقرضة، والتي استطاع الإِسلام أن يتغلب عليها بثقافته، وحضارته المتجددة المتأبية على الانسحاق، والانطماس.
وحول أصالة هذا المنهاج، وقدرته الثابتة، يقول الإِمام مالك بن أنس، إِمام دار الهجرة، حين رأى بعض الصور السلبية:
((لن يصلح آخر هذه الأمة إِلا بما صلح به أولها)) .
وبمقدار استيعاب الأمة لهذه الحكمة الواعية البصيرة التي استقاها مالك بن أنس، رحمه الله، من صفحات فجر الإسلام وضحاه، ومن فقهه الرشيد بطبيعة هذا الدين، وحاجة الإِنسانية إِلى مبادئه، وحاجتها إِلى وجود أمة تحمل المبادئ -قولاً وعملاً- للعالم