ولقد كان هذا العمل من جباية الأموال يخضع لرقابة شديدة، خوفا من الظلم، والإِجحاف بأصحاب الأموال.
خامساً: وظيفة القضاء:
والقضاة هم الذين يقومون بفض المنازعات بين الأفراد والقبائل، وكان يُعين من تتوافر فيه الكفاية لهذه المهمة، من دراية كافية بعلوم الشرع، لا سيما الفقه، والحديث.
وكان القائم بقضاء الدرعية، عاصمة الدولة، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتولى القضاء بعد وفاته، أبناؤه: حسين، وعبد الله، ثم أحفاده، وقد كانوا على معرفة بعلوم الشريعة، أهلتهم لهذه المهمة بجدارة.
ويتصف القضاة بالنّزاهة، والعدل، والمساواة بين الناس، لا فرق بين أمير وغير أمير، وقد ذكر أن أحد الأمراء سبَّ رجلاً في مجلسه، فأخبر الرجل قاضي الدرعية وقتئذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فأرسل إِلى الأمير، فاعترف بالذنب، فعرض القاضي على الرجل أن يشتري المسبّة بالفداء، فأبى الرجل، فحكم على الأمير كحكمه على سائر الناس، وهو الضرب بالعصى، فتلقاه الأمير، وهو يقول: سمعا وطاعة لما يحكم به الشرع الحنيف، وسرى الخبر إِلى آل سعود، وإِلى أهل الدرعية، فحمد الناس هذه العدالة١.