الصوفية فيها أن تعرف الإِطار العام للدعوة السلفية الإِصلاحية، فكان الأمر أشبه -عند هؤلاء الغلاة من الصوفية- بعقيدة توسلية يدافعون عنها، ويرون وجودهم فيها، فلم يتبين هؤلاء خطورة رفضهم للدعوة الإِصلاحية، وحربهم عليها. فإِذا وجَدْتَ من يهاجمُ هذه الدعوة، فاعلم أنه إِنما أتي من قبل هذين الأمرين، أو أحدهما:
إما الخضوع للدعاية السياسية التي أبصرت خطر الانبعاث الإِسلامي القائم على التوحيد الصافي، على مصالحها ووجودها. وإِما غلاة الصوفية الذين رفضوا الدعوة السلفية بالجملة لمخالفتها لأصل من أصولهم، كالتوسل بالموتى، وهي مخالفة رأوا فيها -كذلك- قضاءً على مصالحهم، ومنافعهم فالعامل المصلحي مشترك بين الرافضين جميعا.
وينضم إِلى هؤلاء وأولئك من ينالون من صحابة رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ومن أعلام أهل السنة، ويرون في الاستعانة بالموتى والتوسل بهم، أصلا من أصول الدين.