وفيما يلي نشير بإِيجاز إِلى بعض الثوابت في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مما يرجع إلى الأساس الذي قامت عليه، وهو التوحيد:
١- معرفة التوحيد أول واجب على العبد:
والتوحيد، هو إِفراد الله -تعالى- بالعبادة، والعبادة هي تمام الحب، مع تمام الخضوع لله -سبحانه وتعالى- وهي الأقوال، والأفعال الظاهرة والباطنة التي يتعبد الإِنسان بها ربه، ولا يجوز أن يشرك العبد فيها أحدا مع الله، وإلا لم يقبل الله منه عملا على الإطلاق.
وكل من ظن أن التوحيد، هو اعتقاد أن الله هو الخالق وحده، وهو المدبر وحده، ولكنه -مع ذلك- يتوجه في عبادته لأحد آخر مع الله، فهو مشرك شركا أكبر، وهو بفعله هذا يزعم أن الألوهية ثابتة لغير الله، وهذا ما ينافي معنى كَلمة:(لا إِله إِلا الله) ، أي: لا معبود بحق إِلا الله، أو لا معبود حق إِلا الله.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
((واعلم أن التوحيد، هو إِفراد الله -سبحانه- بالعبادة، وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إِلى عباده، فأولهم نوح -عليه السلام- أرسله الله إِلى قومه لما غلوا في الصالحين وَآخر الرسل محمد