والمعاداة لكل من أقر بتوحيد الربوبية، إلا أنه صرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله، من نبي، أو ملك، أو ولي، أو قبر، أو قبة، أو جماد.
وبهذا يضع الشيخ محمد حدا لهذه الفوضى التي عمت كثيرا من المسلمين، فاختلط لديهم الحابل بالنابل، وصار التوحيد أثرا بعد عين، ومذهبا من مذاهب الفروع، كغيره من المذاهب الفقهية، أو من بعض المذاهب الكلامية التي سمحت لنفسها أن يجد فيها الفرد بحبوحة الاختيار، وليس عقيدة يلتزم بها بالليل والنهار.
٤- لا حقيقة للتوحيد بدون تحقق سبعة شروط لكلمة:
(لا إِله إِلا الله) حتى ينتفع بها قائلها، وتكون سببا لدخوله الجنة، والنجاة من النار، ولولا هذه الشروط لكان قولها سهلا على كثير ممن أصروا على الكفر، ولم يكن هناك داع لصبر الفئة المستضعفة الأولى من المسلمين على العذاب الشديد الذي كانوا يتعرضون له، ويتجرعون مرارته، ولولا هذه الشروط لما كان هناك مؤمن ومنافق، ولتساوى الفريقان. وحول هذه الشروط بالذات ظهرت بعض الاستشكالات؛ لأن من النصوص ما يصرح بأن كل من قال:(لا إِله إِلا الله) ، دخل الجنة، بصرف النظر عن أقواله وأفعاله، وقد غفل كثير من العلماء ناهيك