وهذا هو جوهر المنهج التربوي لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بل إنه يعتبره الصراط المستقيم الذي أمرنا الله أن نستهديه إليه في اليوم سبع عشرة مرة، على الأقل، وهو المميز لأمه الإسلام عن غيرها من الأمم.
يقول الشيخ محمد -رحمه الله- في تفسيره لسورة الفاتحة:
((وأما قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة من الآية: ٧] ؛ فالمغضوب عليهم: هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم، والضالون: العاملون بلا علم، فالأول صفة اليهود، والثانى صفة النصارى)) ١.
٦- وجوب اتباع الدليل النقلي الثابت:
وهذا فيه تشنيع على التقليد الأعمى الذي لف بظلامه عقول غالب الأمة الإسلامية وقتئذ، ولم ينج منهم إلا من طرق باب الاجتهاد على استحياء؛ لما يجد لدى العامة الدهماء من تنقص، وربما اتهام بالفسق، والبدعة لكل من تسول له نفسه أن يرد قول إمام من الأئمة السابقين لمخالفته للحديث النبوي الصحيح. ويرى الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن كل من تعمد المخالفة للدليل