للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لكن قد يكون أحدهما أخطأ في الدليل: إما استدل بحديث لا يصح، وإِما فهم من كلمة صحيحة مفهوما مخطئا)) ١. ويقول الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ((إذا صح لنا نص جلي من كتاب، أو سنة، غير منسوخ، ولا مخصص، ولا معارض بأقوى منه، وقال به أحد الأئمة الثلاثة أخذنا به، وتركنا المذهب)) ٢.

وإذا كان الأمر كذلك، فإِن الشرك أصرح، وآكد فيمن ترك النقل الصحيح إِلى العقل، زاعما أن عقله المحدود الرؤية أولى من النقل -الوحي- الذي يتنزل به الروحِ الأمين من لدن العليم الخبير، الذي يعلم من خلق ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً.

فعبادة العقل لون من عبادة الهوى، وتغليبه محض شك في الله، وافتراء عليه، فلو كان لدى العقل القدرة على علم ما وراء الحياة والكون لما أنزل الله كتبه، ولا أرسل رسله، ولحاسبنا وفق الطاقة العقلية، لكنه -سبحانه- أرسل الرسل، وجعل مدار الحساب وفق ما أنزله عليهم؛ لأن طاقة العقل لا تتحمل -بدون الاسترشاد بالوحي- هذا العبء الكبير، قال تعالى:

{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء من الآية: ١٥] .


١ حسين بن غنام، روضة الأفكار والأفهام، ٢/٢٨٧.
٢ سليمان بن سحمان، الهدية السنية، ص٣٥.

<<  <   >  >>