للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كلامي شيئا، لكن إِذا عرفتم كلام رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الذي في كتبكم فاتّبعوه، ولو خالفه أكثر الناس)) ١.

ويصرح في غير موضع، بأنه لا يدعو إِلى مذهب، إِنما يدعو إِلى الكتاب والسنة: ((ولست -ولله الحمد- أدعو إِلى مذهب صوفي، أو فقيه، أو متكلم، أو إِمام من الأئمة الذين أعظمهم، مثل ابن القيم، والذهبي، وابن كثير، وغيرهم، بل أدعو إِلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إِلى سنة رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه، إِن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فإِنه لا يقول إِلا الحق)) ٢.

ولم يقصد الشيخ محمد رحمه الله، بالاتباع، إِغلاق باب الترجيح بالدليل، والاجتهاد في المذهب، أو إِغلاق باب التطور العلمي، بل إِنه على العكس من ذلك، فهو حين يدعو إِلى عدم تقديس كلام الأئمة المجتهدين، وضرورة العودة إِلى الكتاب والسنة، إِنما يحافظ على صلة الناس بمصادر الإشعاع الأولى الكفيلة -بجوامع كلمها، وآفاق معانيها، وغزير كنوزها- بمواجهة كل التطورات والتغيرات، فالكتاب والسنة يشيعان في النفس والعقل معاني متجددة، ويقدمان أنواعا مختلفة من العلاج تواجه كل العصور.


١ مؤلفات الشيخ، ٥/٣٢.
٢ مؤلفات الشيخ، ٥/٢٥٢.

<<  <   >  >>