• في غياب التفكير النقدي نكون رهائن للمؤثرات المحيطة، فلا يسعنا إلا أن نكرر تكرارًا أعمى تلك الاستجابات التي تعلمناها من قبل، ولا يسعنا إلا أن نقبل قبولًا أعمى كل رأي يصدر عن "سلطة" سياسية أو تجارية أو غيرها.
• إن التفكير النقدي والعلمي ليس شيئًا فطريًا نأتيه بالطبيعة ونعرفه بالسليقة، إنما هو عمل حرفي يتطلب حذقًا ومهارة.
• ونحن إذ نمارس التفكير النقدي والعلمي فإنما نمضي ضد مقاومة شديدة ونسبح ضد تيار عارم من التحيزات المتأصلة والأوهام الجبلية، ونتجشم اجتياز العديد من العوائق الطبيعية التي تحول بيننا وبين التفكير الواضح؛ فنحن بطبيعتنا لا نتحمل الغموض ولا نطيق معايشة السر، وإن بنا نزوعًا طبيعيًا إلى طلب اليقين حيث لا يقين، والتماس الإجابات البسيطة عن الأسئلة المعقدة، وشغفًا بالدعاوى العريضة و"نظريات كل شيء" محمولة على ظهر بينة ضامرة هزيلة، وميلًا إلى الأخذ بالفرضيات التي ترضي رغائبنا وتدغدغ أمانينا، والالتفات إلى أضغاث من الأمثلة التي تؤيد فرضيتنا وغض الطرف عن تلال من الأمثلة المفندة، وإلى تذكر الرميات الصائبة وتناسي الرميات