جامعي يبكي عند الأستاذ ليحصل على درجة A، فيقول: إنه لمن دواعي البؤس والجزع ألا أحصل على درجة A (مقدمة)، إن عليك ألا ترمي بي في حضيض البؤس والجزع (مقدمة)، عليك إذًا أن تمنحني درجة A (نتيجة).
لا يخفى على القارئ أن المقدمة الثانية فيها نظر، فالأستاذ بعد كل شيء يعمل بمرفق التعليم العالي، وليس بمرفق الشؤون الاجتماعية، إن عليه أن يعين الطالب ويدعمه بأن يقرب إليه مادته العلمية ويذلل قطفها، وليس بأي طريق آخر، والحجة ثم تندرج في مغالطة "الاحتكام إلى الشفقة".
[أهمية دراسة المغالطات المنطقية]
التعريف التقليدي للمغالطات هو:"تلك الأنماط من الحجج الباطلة التي تتخذ مظهر الحجج الصحيحة"، ولعل الأصوب أن نقول إنها أنماط شائعة من الحجج الباطلة التي يمكن كشفها في عملية تقويم الاستدلال غير الصوري.
يقول مالبراش:"لا يكفي أن يقال إن العقل قاصر، بل لابد من إشعاره بما هو عليه من قصور، ولا يكفي أن يقال إنه عرضة للخطأ، بل يجب أن نكشف عن حقيقة هذا الخطأ".