• وقد تصادف مرة أن انتشر الجدري بين شعب الياكات بعد أن شهدوا جملًا لأول مرة فوقر في ظنهم أن الجمل هو الذي أحدث المرض.
وما تزال هذه الطريقة في التفكير تعشش في أذهاننا حتى اليوم، فالتسونامي الآسيوي سببه تفاقم ذنوب البشر مع أن التسونامي نتاج زلزال تحت المحيط ناجم عن انزلاق طبقي، والضحايا ربما كانوا أقل أهل الأرض ذنوبا، وإعصار كاترينا سببه السياسة الأمريكية مع أن الأعاصير سببها حركة الرياح فوق ماء المحيط.
نحن بالطبع نلفق تفسيرات لنملأ الثغرات غير المرئية بين الحدثين، فكيف عرفنا أن هذه الأحداث غير المنظورة هي الأسباب حقًا؟ .. إنها تتوالى ويعقب بعضها بعضًا، هذه الفجوة في معرفتنا هي مرتع خصب وملاذ آمن للمغالطات، وما دامت هناك حقًا فجوة في معرفتنا، فلن يمكنك أن تقنع من مال به هواه إلى تفسير معين دون سواه.
وعلى هذه المغالطة السوقية تقوم حرف وترتزق طوائف: العِرافة والتنجيم والرقى والكهانة وتفسير الأحلام والعلاج الشعبي.