للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم جاءت قصيدة أخرى سُميت بالبردة (المنامية) ونالت شهرة واسعة، للبوصيري (ت٦٩٦هـ) وتركت كذلك آثاراً كبيرة ليس في القرنين الثامن والتاسع، بل امتدت إلى هذا العصر، وطبعت طبعات كثيرة في مختلف أرجاء العالم. ونسخها الخطية أكثر من أن تحصى (١) .

أما التصنيف في المولد النبوي، فذكر محمد يسف أنه بدأ على يد الحافظ أبي زكريا يحيى بن مالك الطرطوشي في القرن الرابع الهجري (٢) .

ولعله صحيح إن أراد المصنّفين في السيرة من المغاربة، لأنه قد نُسب للواقدي المدني البغدادي (ت٢٠٧هـ) كتابٌ في المولد (٣) .

وصنف ابن أبي عاصم الشيباني (ت٢٨٧هـ) كتاباً في المولد، ذكره الذهبي (٤) .

وكان للتصنيف فيه في القرنين الثامن والتاسع النصيب الوافر.

كذلك ظهر ما عُرف بفقه السيرة، ومن أحسن من كتب فيه، الإمام ابن القيم في كتابه القيم "زاد المعاد في هدي خير العباد". وهو أحد أبناء القرن الثامن (ت٧٥١هـ) ، وكتابه أشمل من ذلك. وإن كان السهيلي المتقدم (ت٥٨١هـ) أورد الكثير من الفوائد الفقهية في كتابه (الروض الأُنف) .

لذلك لقي كتابه اهتماماً تمثل في التعليق عليه والشرح، مثل ما فعل مغلطاي (ت٧٦٢هـ) في كتابه "الزهر الباسم"، أو الانتقاء منه والاختصار كما فعل الذهبي (ت٧٤٨هـ) في كتابه منتقى الروض، على سبيل المثال.


(١) انظر في مظانها: فهرس موسوعة آل البيت، السيرة ١/١٦١ – ١٩٠ (٤٢٨) – (٥٦٩) .
(٢) المصنفات المغربية في السيرة النبوية ١/١١.
(٣) خ الظاهرية ٧٤، ٧٥ ـ برلين ٩٥٢٤ (معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ص٣١.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٩/٣٢٧.

<<  <   >  >>