ثم ظهر أسلوب جديد في التصنيف وهو نظم السيرة في قصائد وأبيات عرفت بالمنظومات وأحياناً الأرجوزات، وهذه تراعي السياق التاريخي لأحداث السيرة، وتدخل ضمن المصنفات العلمية، وقد يصل عدد أبيات المنظومة إلى ألف بيت عرفت بالألفيات، وبعضها يزيد على أضعاف فيصل إلى خمسين ألف بيت، وبعضها نظم المصنفات المشهورة مثل سيرة ابن إسحاق والسيرة الهشامية، والروض، وسيرة مغلطاي: الزهر الباسم.
ونظم آخر لاينطبق عليه ما تقدم، وإنما تفرضه مناسبة ما أو حدث، تغلب عليه الناحية العاطفية والانفعالية للشاعر.
ولعل من أقدم السير المنظومة، السيرة لأبي العباس الناشي، الشاعر العباسي، المتوفى عام (٢٩٣هـ) إلا أنها سيرة شعرية (١) .
واشتهرت السيرة الشقراطسية للشقراطسي (ت٤٦٦هـ) وهي سيرة منظومة بقافية اللام.
أما المديح والقصائد التي لا تتقيد بتسلسل تاريخي وإنما تفرضه طبيعة الحدث فجذوره تتغلغل في عصر النبوة، ومن أشهر هذه القصائد التي تركت آثارها الواضحة في العصور اللاحقة وبخاصة العصر المعني بالدراسة، قصيدة الصحابي الجليل كعب بن زهير رضي الله عنه (ت٢٦هـ) بانت سعاد، التي يقول فيها: