كتاب جهود العلماء في تصنيف السيرة النبوية في القرنين الثامن والتاسع الهجريين

الفصل الثالث: ما صنف في الخصائص والشمائل النبوية - ص: 39

[الفصل الثالث: ما صنف في الخصائص والشمائل النبوية]

[توطئة: للمصنفات في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم]

...

توطئة للمصنفات في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم

الشافعية هم أكثر من كتب في الخصائص، ويأتي في مقدمتهم الإمام الشافعي رحمه الله وهو أول من تكلم فيها في كتابيه؛ أحكام القرآن، والأم.

ثم تبعه في ذلك عدد من العلماء، منهم المزني (٢٦٤هـ) في "مختصره" وأبو العباس بن القاص (ت٣٣٥هـ) والماوردي (ت٤٥٠هـ) في "الحاوي" ومن أشهرهم في هذا المجال البيهقي (ت٤٥٨هـ) صاحب الدلائل في كتابه "السنن الكبير"، وأبو القاسم إسماعيل الأصفهاني (ت٥٣٥هـ) ، وابن الأثير في كتابه " جامع الأصول "، والحافظ النووي (ت٦٧٦هـ) في كتابَيْه؛ "الروضة" و " المجموع ".

ثم أفردت الخصائص في كتب مستقلة، وأول من أفردها ابن الجوزي الحنبلي (ت٥٩٧هـ) في كتابه " الدر الثمين في خصائص النبي الأمين "، والضياء المقدسي (ت٦٤٣هـ) ويوسف بن محمد العبادي (٧٧٦هـ) وهما حنبليّان. والأخير من القرن الثامن.

"وإذا صحّ أن عمر بن الحسن بن دحية الكلبي (ت٦٣٣هـ) مالكي وليس ظاهرياً، فإنه الوحيد من هذه المدرسة الذي أفرد الخصائص النبوية" (١) في كتابه " نهاية السول في خصائص الرسول "

وألف فيها كذلك سلطان العلماء عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام (ت٦٦٠هـ) في كتابه " منية السول في فضل الرسول صلى الله عليه وسلم " في القرن السابع.

وقد أشاد الخيضري (ت٨٩٤هـ) " بمختصر السيرة " للحافظ ابن كثير (ت٧٧٤هـ) فقال: " فوجدته عَذْب العبارة، حسن الإشارة، جمع فيه نقولاً

---

(١) أكرم العمري، في تقديمه لكتاب اللفظ المكرم في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم للخيضري تحقيق محمد الأمين محمد مولود، ص (هـ) الطبعة الأولى، (١٤١٥? ١٩٩٥م) .