للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لطيفة ونكتاً نفيسة ظريفة، وفيه فصل في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وشرَّف وعظَّم وكرَّم، أشار فيه إلى إنسان عيونها ودرر مكنونها؛ لكنها لا تروي للظمآن غليلاً، ولا تشفي من المبتلى عليلاً)) (١) .

فكان هذا النقص في كتاب ابن كثير الذي ذكره الخيضري الدافع وراء تأليفه ـ لَمَّا ألحّ عليه من لا يستطيع رد طلبه ـ لمصنف في الخصائص النبوية، وهو كتاب "اللفظ المكرم ".

والعجيب أن إيراد ابن كثير لِمَا يتعلق بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم، كان بسبب النقص الذي لمسه في كتاب شيخه الزملكاني -الذي سيأتي ذكره في الخصائص- وقال عن الكتاب: ذكر في آخره شيئاً من فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقد فصلاً في هذا الباب أورد فيه أشياء حسنة، ونبه على فوائد جمة ومهمة، وترك أشياء أخرى حسنة، وقال: إنه لم يستوعب الكلام إلى آخره؛ وعلل ذلك: إمَّا بأنه سقط من خطه، أو أنه لم يكمل تصنيفه.

وذكر ابن كثير أن بعض أصحابه طلب منه تكميله وتبويبه وترتيبه وتهذيبه والزيادة عليه ... فنشط لذلك، وعقد في كتابه "البداية والنهاية" (باب البينة على ذكر معجزاتٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم مماثلة لمعجزات جماعة من الأنبياء قبله وأعلى منها خارجة عما اختص به من المعجزات العظيمة التي لم يكن لأحد قبله منهم) صلى الله عليه وسلم وقد جمعه من مولد ابن الزملكاني ودلائل النبوة لأبي نعيم والبيهقي وأبي محمد عبد الله بن حامد، ومن شعر الصرصري ... وكان كتاب الزملكاني المذكور هو الذي دفعه لعقد الباب المذكور (٢) .


(١) اللفظ المكرم ص٥٤.
(٢) انظر أطروحة الدكتور شمس الله محمد صديق، منهج ابن كثير في البداية والنهاية ص٤١٩. والبداية والنهاية ٦/ ٢٩١ وما بعدها.

<<  <   >  >>