للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: مرحلة السيرة ضمن مصنفات الحديث]

...

المبحث الثاني: السيرة ضمن مصنفات الحديث:

تضمنت كتب الحديث الشريف روايات كثيرة تتعلق بالسيرة النبوية، في الكتب الستة والصحاح، وغيرها من كتب الحديث المرتبة على الأبواب، وكذلك في كتب المسانيد والمعاجم، إلا أن فيها نوعاً من الصعوبة، بسبب ترتيب الأحاديث على المسانيد؛ وذلك بجعل أحاديث كل صحابي على حدة، أو على مارواه شيوخ المصنف، بالنسبة للمعاجم.

وهذه المصادر وإن لم تُصَنَّف لأجل السيرة النبوية إلاّ أن مادة واسعة عن السيرة قد حوتها هذه المصنفات الحديثية، استفاد منها العلماء في تلك الفترة، وصبغت كتابات كثير منهم، لتمكنهم من علوم السنة عموماً وإحاطتهم بها.

كذلك اعتمدت بعض الدراسات المعاصرة في السيرة كثيراً على المصنفات الحديثية للوثوق الكبير بكثير من رواياتها؛ وتبارى العلماء وبعض الباحثين المعاصرين إلى تأليف ما يُعرف "بالسيرة الصحيحة"ـ وإن كان الاسم قد سبقهم سليمان بن طرخان (ت١٤٣هـ) إليه ـ وشجعهم على ذلك وجود روايات جمة ووفيرة، مبثوثة في كتب السنن والمسانيد الحديثية ...

وقد حاولتْ بعض المصنفات القديمة تقريب الاستفادة من بعض كتب المسانيد الضخمة، فقامت بترتيبها على أبواب الفقه، من ذلك "ترتيب مسند الإمام أحمد على الأبواب"لمحمد بن المحب المقدسي الحنبلي (ت٧٨٨هـ) فأتقن وأجاد. وترتيب "المعجم الأوسط"و "صحيح ابن حبان"لمحمد بن عبد الرحمن المقدسي الحنبلي، المعروف بالدّيّن، وابن زريق (ت٨٠٣هـ) (١) .

وبعضها خدم السيرة مباشرة، مثل كتاب ابن عروة علي بن الحسين


(١) الجوهر المنضد لابن عبد الهادي (١٣٣) و (١٩٥) .

<<  <   >  >>