في رحلتهم إلى المشاعر المقدسة وبلاد الحرمين وأرض الهجرة النبوية الشريفة ومثوى خير الخليقة صلى الله عليه وسلم.
ومن السير الشعرية أو القصائد، والمنظومات الشهيرة التي تركت أثراً واضحاً في مؤلفات هذه الفترة، قصيدة بانت سعاد للصحابي كعب بن زهير (ت٢٦هـ) ، والسيرة الشقراطسية لأبي عبد الله محمد بن يحيى الشقراطيسي (ت٤٦٦هـ) والبردة للبوصيري (ت ٦٩٦هـ) ، وفي فترة الدراسة ـ بديعية صفي الدين الحلي (ت٧٥٠هـ) فقد كثرت شروحها ومعارضتها، ومحاكاتها، وألفية الحافظ العراقي (ت٨٠٦هـ) .
أما القصائد والمدائح النبوية فلا يمكن حصرها، فقد بلغ عدد المجلدات التي دونها أمير علي بن أمير حاجب، والي مصر، وأحد أمراء العشرات (ت٧٤٩هـ) خمسة وسبعين مجلداً.
والمجموعة النبهانية في المدائح النبوية، لأبي المحاسن يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت١٣٥٠هـ) التي طبعها في بيروت سنة (١٣٢٠هـ) جمعها لـ (٢١٣) شاعراً، وهي أكبر مجموعة منشورة في هذا المنزع، بعد ما اختفت أو ضاعت أكثر مجموعات المدائح النبوية (١) .
هذا وقد صرفت النظر عن كثير من هذه المدائح، لورود عدد من الأبيات في بعض المدائح ينطوي على غلو كبير في نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإنْ كان يكشف عن تيار أو توجه موجود ومؤثر في تلك الفترة، وما زال موجوداً ومؤثراً إلى هذا العصر.