للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وخص الشيخ رحمه الله هذه الأمور؛ لأنها هي أصول الإسلام التي لا يقوم إلا عليها، وهي التي يسأل عنها العبد في قبره. فالإنسان إذا عرف ربه وعرف نبيه وعرف دين الإسلام بالأدلة كمل له دينه، فهذا هو العلم الشرعي الذي لابد منه.

وقوله: "معرفة الله"، أي: أن معرفة الله تعالى هي أساس الدين، ولا يكون الإنسان على حقيقة من دينه إلا بعد العلم بالله تعالى، وذلك بالنظر في الآيات الشرعية من الكتاب والسنة، والنظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات، وهذه المعرفة تستلزم قبول ما شرعه الله تعالى والانقياد له.

وقول: "ومعرفة نبيه"، أي: أن معرفة النبي صلى الله عليه وسلم فرض على كل مكلف، وأحد مهمات الدين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو المبلغ عن الله تعالى. وهذه المعرفة تستلزم قبول ما جاء به من عند الله تعالى من الهدى ودين الحق١. سيأتي -إن شاء الله تعالى- تفصيل ذلك في محله.

وقوله: "ومعرفة الإسلام بالأدلة"، الإسلام له معنيان: معنى عام ومعنى خاص؛ لأنه قد وردت أدلة تدل على أن الإسلام خاص بهذه الأمة ووردت أدلة على أن الإسلام في الشرائع السابقة، فتحريراً للمسألة نذكر كلام شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الموضوع٢، وهو أن


١ انظر: "شرح الشيخ ابن عثيمين للأصول الثلاثة" "ص١٣"، و"حاشية ابن قاسم": "ص١٥".
٢ "مجموع الفتاوى": "٣/٩٤". وانظر: "تفسير ابن كثير": "٣/٣٧٧".

<<  <   >  >>