للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأركانه ستة: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخر وبالقدر خيره وشره.

ــ

قدراً، وإنما كان الحياء بعضاًَ من الإيمان؛ لأن الإيمان ائتمار وانتهاء، والمستحيي ينقطع بحياته عن المعاصي.

وقد دل على ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأول إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" ١. وهذا أمر تهديد، ومعناه: الخبر، أي: من لم يستح صنع ما شاء، وقيل: إنه أمر إباحة، أي: انظر إلى الفعل الذي تريد أن تفعله، فإن كان مما لا يستحى منه فافعله، والأول أصح وهو قول الأكثرين٢.

قوله: "وأركانه ستة" لا منافاة بين أركان الإيمان وشعب الإيمان؛ لأن المقصود أن الإيمان إذا كان بمعنى الاعتقاد فهو الأركان الستة؛ لأن كل الأركان الستة اعتقاد، وأما إذا قلنا: إن الإيمان يشتمل على الأعمال وأنواعها وأجناسها فهو بضع وسبعون. فحديث الأركان مراد به الأمور الاعتقادية، وهي الأساسيات في الإيمان، وأما حديث: "بضع وسبعون" فهذا مراد به: بيان خصال الخير التي هي الأعمال.


١ أخرجه البخاري: "٦/٥١٥"، "١٠/٥٢٧-فتح" من حديث أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه وقوله: "إذا لم تستحي" بإثبات الياء مكسورة الحاء ويكون الجازم حَذَفَ الياء الثانية؛ لأنه من استحيا. وقيل: "إذا لم تستح" بحذف الياء للجازم مع كسر الحاء مخففة من استحى. قاله الجرداني في "شرحه على الأربعين": "ص١٤٦".
٢ "مدارج السالكين": "٢/٢٥٩".

<<  <   >  >>