للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قوله: "أن تؤمن بالله" فهذا الركن الأول. والإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:

الإيمان بوجود الله تعالى، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، وقد تقدم ذلك.

والرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته، ومعناه: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ١.

قوله: "وملائكته" هذا الركن الثاني، وهو الإيمان بالملائكة. والملائكة: عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور، عابدون لله تعالى، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ولا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} ٢، ومما يدل على كثرة عددهم وأنه لا يحصيهم إلا الله سبحانه وتعالى، وما ورد في الحديث الذي صح إسناده فيما يتعلق بالبيت المعمور أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن البيت المعمور في السماء السابعة حيال الكعبة يزوره كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه" ٣. وهذا دليل على أن عدد الملائكة لا يحصيهم إلا الله.

والإيمان بالملائكة لا يتم إلا إذا تحقق فيه أمور:


١ سورة الشورى، الآية: ١١.
٢ سورة المدثر، الآية: ٣١.
٣ أخرجه البخاري: "٣٠٣٦"، ومسلم: "٢٥٩/١٦٢".

<<  <   >  >>