للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الأول: الإيمان بوجودهم وأنهم مخلوقون عابدون لله قائمون بما أمروا به.

والأمر الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه باسمه ومن لم يعلم اسمه فالإيمان به إجمالاً، وقد علم من النصوص في الكتاب والسنة أسماء بعض الملائكة كجبريل: الموكل بالوحي، وميكائيل: الموكل بالقطر والنبات، وإسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور، وملك الموت: الموكل بقبض الأرواح، فهؤلاء الملائكة نعرف أسماءهم فنؤمن بهم. أما بقية الذين لا نعرف أسماءهم فهؤلاء نؤمن بهم إجمالاً. وملك الموت يرد في بعض الآثار أنه "عزرائيل" وهذا لم يثبت، فاسمه الصحيح ملك الموت كما قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} ١.

الثالث: نؤمن بما علمنا من صفاتهم وهيئاتهم، ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن عبد الله بن مسعود قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبرئيل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم"٢. والمراد بالتهاويل: الأشياء المختلفة الألوان.

فهذا يدل على قدرة الخالق جل وعلا ويدل على صفة جبرئيل عليه السلام وأن له ستمائة جناح، الجناح الواحد يسد الأفق. ولا يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم


١ سورة السجدة، الآية: ١١.
٢ "المسند": "٥/٢٨٢" قال الشيخ أحمد شاكر: إسناد صحيح. وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" "١/٤٤": هذا إسناد جيد قوي.

<<  <   >  >>