١- آيات كونية: والآيات الكونية هي المخلوقات، مثل: السماوات والأرض والإنسان والحيوان والنبات وغير ذلك.
والمصنف رحمه الله يقول:"فقل: بآياته ومخلوقاته" فإذا فسرنا الآيات: بالآيات الشرعية والكونية؛ فإنه يدخل قوله "ومخلوقاته" تحت قوله "بآياته"؛ لأن المخلوقات هي الآيات الكونية، فيكون كلام المصنف رحمه الله من باب عطف الخاص على العام على سبيل الاهتمام بالخاص، فإنه أفرد المخلوقات مع أنها داخلة في الآيات للاهتمام بها؛ لأنها مرئية يدركها العالم وغير العالم. أما إذا فسرنا الآيات بالآيات الشرعية فقط فإننا نفسر المخلوقات بالآيات الكونية ويصير من باب عطف المغاير. وظاهر كلام الشيخ رحمه الله يدل على أنه ما قصد الآيات الشرعية بل أراد بالآيات والمخلوقات: الكونية منها بدليل أنه قال: "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَمِنْ مخلوقاته السموات السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُمَا" ويكون خص الآيات الكونية بالذكر؛ لأن دلالتها يشترك فيها العالم والجاهل كما تقدم.
قوله:"ومن آياته الليل والنهار"، أي: ومن الأدلة والبراهين على وجود الباري تعالى وتفرده بالربوبية والإلهية وجود الليل والنهار. وذلك من وجوه:
أولاً: تعاقبهما، فهذا يذهب، وهذا يأتي بعده بانتظام كامل وتنساق بديع.