للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثانياً: اختلافهما بالطول والقصر، فإن هذا من آيات الله. ولو فرض أن الليل ما يزيد أبداً والنهار ما يزيد أبداً من آيات الله أيضاً، ولكن كون الليل يزيد في الشتاء ويقصر النهار، والنهار يزيد في الصيف ويقصر الليل، هذا أيضاًَ من آيات سبحانه وتعالى.

والليل والنهار من نعم الباري على عباده، فلو كان الليل سرمداً لتعطلت مصالح العباد ولو كان في أنوار؛ لأن جهد الإنسان يصل إلى درجة قليلة في الليل، فلا تتحقق مصالح العباد ولا تقوم إلا بالنهار، ولو لم يوجد ليل لمات كثير ممن انهمكوا في الدنيا؛ لأنه لا يوجد ليل يطرحهم فينامون. لكن هذا الليل نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العباد؛ لأن الناس يأوون إلى منازلهم وينامون ويستريحون فإذا قاموا من الغد قاموا إلى نهار جديد وبجهد جديد.

والحاصل أن هذه آيات عظيمة من آيات الله تعالى، ولكن الإنسان غافل عن تدبرها، ولهذا فإن الله قدر كرر هذه الآيات في سور من القرآن الكريم يذكر الليل والنهار والشمس والقمر وخلق السموات والأرض؛ لأجل أن الإنسان يصطحب الذكر فلا يغفل ولا ينسى والله المستعان.

قوله: "والشمس والقمر"، أي: ومن آيات الله الدالة على وجوده سبحانه تفرده بالربوبية والإلهية: الشمس والقمر، وذلك من وجوه:

أولاً: جريانهما باستمرار منذ أن خلق تعالى الشمس والقمر إلى أن يأذن الله تعالى بخراب هذا الكون، والشمس والقمر يجريان باستمرار كما

<<  <   >  >>